تدخل مكتبه فتتفاجأ بعشرات المواطنين أصحاب المعاملات، يلاحق معاملاتهم بابتسامة، مِمّا يَجعله ملاذ أبناء مدينته. وهو صاحب رؤية، حقّقَ إنْجازات كثيرة لِمدينة عاليه، فكافأه أبناء مدينته بولاية رابعة. إنه رئيس بلديّة عاليه الأستاذ وجدي مراد، الذي حلّ ضيفًا على صفحات مجلة العالـميّة في مقابلة خاصّة.
وجدي مراد رئيس بلدية عالية لولاية رابعة. كيف تفسّر هذا التأييد؟
إنّها مكافأة للنهج الذي نعتمده بالتعاون مع أعضاء المجلس البلدي منذ سنوات. وبناءً على ذلك أراد الناخبون تَجديد الولاء لنا لإكمال المشاريع التي نقوم بها لِمدينتنا.
هل المجلس الحالي هو نفسه أم أنّ هناك أعضاءً جددًا؟
تَمّ تطعيم المجلس بعنصر الشباب من شبّان وإناث وتكنوقراط، ونحن مجلس مؤلّف من 18 عضوًا، نعمل بقلب واحد وبتخطيط واضح وواعد.
ما هي المشاريع التي أنْجزتُموها في الولاية السابقة؟
الإنْجاز الأهمّ هو استعادة عاليه مكانتها كعروس المصايف اللبنانية، بفضل رؤية المجلس البلدي خلال السنوات التي تولّينا فيها رئاسة البلديّة. عاليه ليست مجرّد عاصمة القضاء، إنّما هي موقع استقطاب 76 قرية مجاورة. لهذه الأسباب كان الاهتمام بجعل عاليه بلدة استقطاب طيلة أشهر السنة وليس فقط خلال فصل الصيف. ومن أجل ذلك تَمّ الاهتمام بجميع المرافق: السياحية- التجارية- الصناعية- التعليمية- الرياضية- الصحية وغيرها. وقد شجّعنا على الاستثمار في هذه المجالات كافّة، مع التسهيل للمستثمرين فيها.
اعتماد عاليه مدينة استقطاب طيلة أشهر السنة، يتطلّب جهودًا كبيرة. ماذا فعلتم لتكونوا جاهزين لتحقيق ذلك؟
إنّ ذلك ولا شكّ، يشكّل عبئًا على البلدية، وخاصّةً بِما تضمّ عاليه من تَجمّع سكاني. ولكن نعمل على جلب استثمارات من الخارج، لدعم الحركة الاقتصاديّة والسياحيّة فيها. على سبيل المثال، تقوم شركة قطريّة سعوديّة بإعادة تأهيل ما كان يُسمّى أوتيل طانيوس، وهو أوتيل خمس نُجوم، وسَعَيْنا لاستقطاب هذه الشركة للاستثمار من أجل تَحقيق الهدف الذي ذكرناه، وهو جعل عاليه مدينة سياحيّة طيلة اشهر السنة. والجدير بالذكر أنّ هكذا أوتيل يؤمّن حوالي ستمئة فرصة عمل لأهالي عاليه. والشركة نفسها ستقوم بإنشاء اوتيل آخر.
هل لحظتُم البُنى التحتيّة التي تَحتاجها هذه المشاريع؟
بالتأكيد، فنحن أنْجزنا البُنى التحتيّة من صرف صحي وطرقات. ومؤخَّرًا بدأ العمل بأوتوستراد خط دائري حول عاليه، يربط منطقة البقاع بِمناطق الجنوب وبِمنطقة الغرب، طوله حوالي خمس كيلومترات وعرضه عشرون مترًا. إنْجازه يتمّ على عاتق البلدية. فالبلدية دفعت الاستملاكات والتنفيذ، وأمّا وزارة الأشغال فلم تقم إلاّ بِجزء صغير منه. ومع انّ هذا الطريق هو طريق عام، لم تقبل وزارة الأشغال إلاّ أن تدفع البلدية ثَمنه كاملاً، وهذا ما كلّفنا الكثير. والملفت أننا استحدثنا أرصفة على طول الطريق ككورنيش المنارة، ليكون له إفادة سياحيّة في رياضة المشي والتنزّه.
إضافةً إلى ذلك، نقوم بإنشاء طريق داخلي في قلب عاليه.
هل تعاني عاليه من النفايات كباقي المناطق التي كانت بيد سوكلين؟
نحن نقوم برفع النفايات أفضل بكثير مِمّا كانت تقوم به سوكلين. نقوم بفرز النفايات، وبتوضيب النفايات العضويّة بعيدًا عن السكن، بانتظار أن تأتي المعالجة من الدولة على الصعيد الوطني.
بلدية عاليه تقوم بإنشاء سوق خضار حضاري. ماذا تُحدّثنا عنه؟
سيكون في عاليه سوق خضار مركزي حضاري بِمواصفات عالـميّة وبطابع لبناني، مع مواقف سيارات، مع تنظيم السوق كي لا يسبب عجقة سير. والسوق هو ملك للبلديّة، التي تَملك الأرض وتنجز البناء عليها، وتعرضه للاستثمار بشروط تنظيميّة خاصّة.
ما هي المؤسسات التربويّة في عاليه؟
الجامعة اللبنانية- جامعة MUBS وخمسة معاهد تقنيّة وجامعة تقنيّة. وهناك مدرسة معروفة في العالم العربي، قدّمت طلبًا للتأسيس ووافقنا على طلبها.
كم يبلغ عدد سكان عاليه؟
عدد سكان عاليه حوالي ستين ألف نسمة، منهم حوالي 28 ألفًا من أبناء البلدة.
كم تستقبل عاليه من النازحين؟
في عاليه حوالي العشرة آلاف نسمة من النازحين. ولكنّ وضعهم مختلف عن بقية المناطق، فنحن ليس لدينا مخيّمات، إنّما يستأجرون المنازل بشكل طبيعي. ولكن وجودهم يشكّل عبئًا كبيرًا، بحيث نؤمّن لهم الماء والكهرباء والصرف الصحي وغيرها.
إذا كان النازحون يشكلون عبئًا على صعيد تأمين المياه والكهرباء وغيرها، فهل يشكلون عبئًا على صعيد الحصول على فرص عمل على حساب أهالي عاليه؟
بالتأكيد، هناك فرص عمل كثيرة يَحصلون عليها على حسابنا. وهناك عبء آخر على الصعيد الأمني، حيث أنّ البلدية تعمد إلى زيادة عدد عناصر الشرطة لضبط الأمن وعدم حصول خلل يُهدد المواطنين. البلدية وحدها تتحمّل عبء تَجهيز الجهاز الأمني.
إلى أي مدى تتّسع صلاحيّات عناصر الشرطة البلدية؟
الشرطة البلديّة هي ضابطة عدليّة، لها الحق في ضبط المخالفين والمخرّبين، وتسليمهم إلى القوى الأمنيّة. ولكن عاليه لم تشهد أعمالاً تـخلّ بالأمن، فهي كعائلة واحدة، وأهلها جميعهم عين ساهرة على أمنها وسلامة ساكنيها.
هل تضع البلدية معايير للمدّ العمراني كي تَمنع عشوائيّة البناء؟
الأولويّة هي المحافظة على البيئة والاخضرار وخلق الحدائق العامة. وما زلنا نشتري كل قطعة أرض تُعرَض للبيع كي نُحافظ على الاخضرار فيها. وبالنسبة للعمران، قامت البلدية بتوقيف إنشاء حوالي ستمئة وحدة سكنيّة مخالفة أو كان قد تَمّ تصميمها بشكل علب تساهم بانتشار الباطون. عدّلنا الاستثمار، وفرضنا شروطًا قاسية للحفاظ على ما تبقّى من الاخضرار.
المناطق التي فيها نازحون، تصل مساعدات، يستفيد منها أيضًا أبناء البلدة. هل تستفيد عاليه من المساعدات كسواها؟
لا نستفيد إلاّ بحوالي 30% من المساعدات، نسبةً إلى ما نقدّمه لهم من خدمات. المساعدات هي كي لا يزيد الضرر وليس للإفادة.
كنتم في بوغوتا- كولومبيا، تشاركون في المؤتَمر الخامس لمنظمة المدن والحكومات المتّحدة. هذه المنظمة تقدّم مساعدات للبلديات. ما هو المشروع الذي طلبتم دعمًا ماديّاً لتحقيقه؟
المشروع الكبير الحيوي في عاليه هو المدينة الرياضيّة، التي قمنا بتنفيذ قسم كبير منها سابقًا، وهي مصمَّمة لتكون معتمَدة من قبل الاتّحاد الدولي لكرة القدم.
وكان هناك مشروع تَمويل لتطويرها وإقامة فندق تابع لها وملاعب ميني فوتبول وسباحة وغيرها، توقف التمويل لعدّة أسباب. ولكن عندما شاركنا في هذا المؤتَمر في كولومبيا، أعدنا إحياء المطالبة بالتمويل وحصلنا على موافقة مبدئيّة، نقوم اليوم بالمعاملات الكاملة لنحصل على التمويل في وقت قريب.
هل القسم الأول من المدينة الرياضيّة تَمّ إنْجازه من أموال البلدية؟
نعم، والمؤسف أنه يومها كنّا سنحصل على قرض ميسّر لمدّة عشرين سنة من دون فائدة، شرط الحصول على موافقة من وزارة المالية أو مصرف لبنان، فلم يوافق أحد منهما. وهذا ما جعلنا نَخسر إمكانيّة الحصول على هذا التمويل.
هل من حركة هجرة للشباب في ظلّ الظروف الاقتصاديّة الراهنة؟
بالتأكيد، فهناك متخرّجون من شبابنا لا يَجدون فرص عمل، فيتوجّهون إلى الاغتراب. ولكن الذي يُميّز المهاجرين من أبناء عاليه، هو أنّ المهاجر يَجوب العالم يَجمع ثروته ويعود ليستثمر في عاليه.
يَجب على الدولة خلق برنامج توجيهي ليختار الطلاب اختصاصات تكون حاجة وطنيّة فتحدّ من حركة هجرة الشباب.
بانتخاب رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، هل ستتحسّن الأوضاع الاقتصاديّة؟
إنّ انتخاب رئيس الجمهورية يعيد الثقة إلى الوطن، والمستثمر يَحتاج إلى هذه الثقة، وإلى الاستقرار الأمني والسياسي. نتأمّل بعد ان تَمّ انتخابه أن تتحرّك العجلة الاقتصاديّة وتزيد فرص العمل.
(العالمية)